تواجه البنوك في سياساتها التسويقية منافسة قوية فيما بينها لاستقطاب المودعين، وعادة ما تقوم هذه السياسة على تحقيق الأهداف التسويقية واستقطاب فئة محددة من المودعين او عملات محددة من الودائع حسب حاجة البنك لها والتي تحقق لهم عائد مجزي في حالة إعادة الاستثمار، وفي السنوات السابقة دأبت البنوك على اتباع السياسة التقليدية في استقطاب مودعين جدد من خلال طرح برامج توفير مقرونة بجوائز عينية او نقدية للفئات العمرية المختلفة في المجتمع الفلسطيني، الا انه لوحظ بالسنوات الأخيرة تحول جوهري بهذه السياسة حيث بدأت بعض البنوك بإطلاق برامج تسويقية مطورة لاستقطاب فئات محددة من المجتمع الفلسطيني، وتقوم السياسة الجديدة على اطلاق برامج حسابات توفير منافسة بالأسعار والجوائز تستهدف فئة محددة في المجتمع بحيث لا يجوز لغير الممثلين في هذه الفئة الانتفاع من هذه البرامج، ومما لا شك فيه ان هذا النوع من البرامج يعمل على تحقيق اهداف الشمول المالي القاضية باستقطاب الفئات المستبعدة من التعامل مع النظام المصرفي لدمجهم في النظام المالي الرسمي لتحقيق أهدافهم بتحسين ظروفهم المعيشية من خلال تعزيز ثقافة الادخار والاستثمار بشكل عام والاقتراض بشكل خاص.
وقد لاقت هذه البرامج نجاحاً ملحوظاً حيث ارتفع عدد الحسابات المفتوحة بالجهاز المصرفي خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ فقد بلغ عدد الحسابات المفتوحة حتى منتصف 2020 حوالي 1.4 مليون حساب بنسبة %64 من عدد السكان البالغين، وفيما يلي استعراض للبرامج الادخارية المطروحة من المصارف العاملة في فلسطين والتي جزء منها يلبي احتياجات فئة الرياديات:
- شباب العربي: برنامج موجه للفئة العمرية من الشباب ما بين سن 18 الى 25 عام ويشتمل البرنامج على مجموعة من الخدمات البنكية والمزايا الخاصة (قروض، بطاقات ائتمان وتسوق، خدمات اون لاين، خدمات مصرفية رقمية ومزايا أخرى) التي صممت لتلبية احتياجات هذه الفئة العمرية.
- عربي جونيور: برنامج ادخاري يستهدف فئة الأطفال حتى سن 17 عام يتيح للآباء والامهات فتح حسابات لأبنائهم القصر، وهناك العديد من المزايا التابعة لهذا الحساب بالإضافة الى مجموعة من الجوائز النقدية والعينية.
- حساب الشمول المالي: برنامج موجه لفئة المستبعدين من التعامل مع النظام المصرفي مثل الرياديين والرياديات والحرفيين والصناع ورواد المنصات الالكترونية اللذين يواجهون صعوبة في فتح حساب شخصي خاص بهم، حيث جاءت هذه الخطوة بفتح حساب الشمول المالي لتسهيل وتذليل المعيقات في فتح الحساب للفئات المستبعدة.
- حساب حياتي: برنامج مصرفي متكامل موجه للمرأة الفلسطينية لتحقيق التمكين الاقتصادي لها. حيث يقدم البرنامج مجموعة من الخدمات المصرفية الشاملة سواء من فتح حسابات او منح التسهيلات، ويعتبر برنامج حياتي مناسب للمرأة الريادية حيث يقدم بعض خدمات المشورة المالية للرياديات وصاحبات المشاريع التي تمكنهم من إدارة المشاريع بالطرق الحصيفة.
- يا معلمنا: برنامج شامل يستهدف فئة المدرسين ويقدم لهم خدمات شاملة من فتح الحسابات والاقراض.
- حساب خطوتي: برنامج ادخاري شامل موجه للقصر الفئة العمرية ما دون سن 18 عام، حيث يمكن الإباء والامهات من فتح حسابات ادخارية لأطفالهم.
- حساب قدوتي: برنامج مصرفي شامل يستهدف فئة المعلمين والمعلمات في فلسطين، ويشتمل البرنامج على فتح حسابات ومنح قروض بالإضافة الى مزايا أخرى تشجيعية للفئة المستهدفة.
ان هذا النوع من البرامج الموجهة والهادفة تمكن الفئات المستهدفة منها وخاصة الرياديات وصاحبات المشاريع من فتح حسابات ادخارية والاقتراض لتلبية احتياجاتهم، حيث انها تعتبر برامج مصرفية شاملة تمتاز بمجموعة من المزايا والفرص التشجيعية، وتحقق هذه البرامج مجموعة من الأهداف:
- حماية من مخاطر وتقلبات الأوضاع المستقبلية غير المنظورة.
- حماية من مخاطر السرقة والضياع والتلف للمدخرات الشخصية والعائلية.
- تحقيق عائد مجزي في حالتي الادخار والاستثمار.
- إمكانية استخدام الادخارات كضمانة للاقتراض.
- تلبية احتياجات الرياديات وصاحبات المشاريع في الحصول على التمويل المطلوب.
- تعزيز مستويات الوعي والثقافة المصرفية لدى الرياديات وصاحبات المشاريع.
- بناء تاريخ مصرفي للرياديات وصاحبات المشاريع.
كما الحال في جانب خدمات الودائع، لم يلاحظ وجود حراك او مبادرات بشكل واسع من البنوك في تخصيص محافظ استثمارية موجهة لفئة الرياديين والرياديات باستثناء بعض البنوك، حيث تركز جهد البنوك خلال السنوات السابقة على منح تسهيلات استهلاكية موجهة لفئة موظفي القطاعين العام والخاص بضمان تحويل الراتب وكفالة الموظفين، وبالرغم من ذلك قامت بعض البنوك بتبني فكرة تعزيز وتمكين الرياديين والرياديات وصاحبات المشاريع وتمثل ذلك بإطلاق مبادرات خاصة لتمكين قدراتهم في التعامل مع المؤسسات المالية والمصرفية وتبع ذلك اطلاق برامج تسهيلات موجهة لفئة الرياديين والرياديات بشروط واحكام تتوائم وقدراتهم المالية والائتمانية، وقد ساهمت هذه البرامج في تعزيز مستويات الشمول المالي خاصة لدى الفئة المستبعدة في تمكينها من استخدام المنتجات المصرفية، ومن هذه البرامج التي اطلقتها بعض البنوك والتي تأخذ طابع منتجات الشمول المالي هي:
- حلول: برنامج يستهدف دعم العمليات التجارية وخطط النمو والتشغيل للشركات الصغيرة والمتوسطة.
- قرض فلسطينية للأعمال بدون ضمان: برنامج شامل للأعمال يستهدف تمويل فئة الرياديات وصاحبات الاعمال ويقدم القرض بدون ضمان، وقد حقق هذا البرنامج نجاحاً ملحوظاً خلال السنوات السابقة.
- قرض فلسطينية بضمان الذهب: برنامج يستهدف تمويل الرياديات وأصحاب المشاريع والعملاء الجدد اللذين لا يمكنهم توفير ضمانات، حيث يمكنهم البرنامج من الاقتراض بضمانة الذهب لتمويل المشاريع.
- القروض الإنتاجية: برنامج يستهدف تمويل فئة أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وكذلك تمويل أصحاب المشاريع الريادية والإنتاجية الجديدة.
- Sunref: برنامج مخصص لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة ومشاريع تخفيض استهلاك الطاقة، وهو موجه لفئة أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة ويمتاز المشروع بتوفير الدعم الفني لأصحاب المشاريع.
- القروض الخضراء: برنامج يستهدف تمويل المشاريع الصديقة للبيئة لتشجيع المقترضين على الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية وإعادة تدويرها بالشكل المناسب.
- مشروعي: برنامج يستهدف تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتي مضى على تأسيسها مدة لا تقل عن عامين.
- قرض الاعمال: برنامج يستهدف تمويل الأنشطة التجارية وقطاع الاعمال للأفراد والشركات من فئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمهنيين والصناع والحرفيين.
- خلينا نحكي شغل: برنامج يستهدف تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة للرياديات وصاحبات المشاريع.
- تمكين المرأة: برنامج يستهدف تمويل المشاريع الموجهة لتمكين المرأة اقتصادياً ويعزز من انتاجيتها واستقلاليتها في المجتمع الفلسطيني.
في ضوء ما تقدم، يلاحظ ان بعض البنوك عملت على تطوير سياساتها الائتمانية بما يتوافق مع اهداف استراتيجية الشمول المالي ويلبي احتياجات بعض الفئات في المجتمع الفلسطيني، وقد عززت بعض البنوك برامجها لمنح القروض بالتأهيل والتدريب المسبق لمنح التسهيل لتمكين الرياديات وصاحبات المشاريع من التعامل مع خطط عملهم بمهنية عالية وإدارة المشروع بشكل حصيف وبأدنى درجات من التعرض للمخاطر التشغيلية والائتمانية. وتجدر الإشارة الى ان معظم البنوك خصصت برامج عامة لتمويل قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر وقطاع الشركات، وهذه البرامج غير موجهة لفئة محددة او تستهدف فئة محددة من المجتمع وان جميعها متشابهة تقريباً بالشروط والاحكام.